زارت «سيدتي» مؤخراً مدينة السّواسي التونسية حيث التقت بأسرة بدريّة
السيّد في منزلهم سعياً للكشف عن الوجه الآخر لهذه الطالبة المشاركة في الدورة
الحاليّة لبرنامج «ستار أكاديمي7». وقد التقينا بأفراد عائلتها وتصفّحنا معهم
أوراقاً من سجلّ ذكرياتهم عن طفولتها ودراستها وسرّ عشقها للموسيقى والغناء.
وفي هذا اللقاء، تكشف لنا أمّها فطّومة جديدي السيّد عن ملامح شخصية بدريّة
الحقيقية، في حين حرص والدها الهادي السيّد على أن ينفي نفياً قاطعاً وبشدّة ما
قيل بأنها فسخت خطوبتها من أستاذها بسبب مشاركتها في الأكاديمية، معلناً أن ابنته
غير مرتبطة بأي شخص، كما كان له رأي وتعليق في ما حدث من شجار وخصام بين بدريّة
والتونسية أسماء.
لقاء مع والد بدريّة
- ما سرّ اختيارك لاسم بدريّة لابنتك، وهو إسم غير متداول كثيراً في تونس؟
لقب العائلة هو السيّد، ولمّا ولدت
ابنتي فكّرت في اختيار إسم جميل لها،
ولأني معجب بالفنانة المصرية الشهيرة بدريّة السيّد فقد سجّلتها بهذا الإسم
تيمّناً بها، وكأني تكهّنت لها منذ ولادتها بمستقبل فني، أرجو أن يكون واعداً.
- ألم تعارض ـ وأنت تعيش وتعمل في وسط محافظ ـ اختيار ابنتك لدراسة
الموسيقى والإتجاه إلى عالم الفن والغناء؟
لم أعارض أبداً ابنتيّ في
اختياراتهما، فالأولى شجّعتها على حبّ الموسيقى والتخصّص الأكاديمي فيها، والثانية
ساندتها في ميلها للرياضة وقرارها بممارستها. إني أوجّههما وأنصحهما، ولا أقف حجر
عثرة أمام ما تريانه مفيداً وصالحاً في حياتهما الدراسية والمهنية.
- ولكن، ألم يعترض أحد من العائلة على مشاركتها في «ستار أكاديمي»؟
إن بدريّة تنتمي إلى عائلة محافظة،
والعديد من أفراد الأسرة لم يوافقوا على مشاركتها في البرنامج، وعلّلوا رفضهم بما يسود الوسط الفني من إغراءات ومنزلقات
وإشاعات لا يكاد يسلم من أذاها أحد.
- وكيف نجحت في إقناع بقية أفراد الأسرة إذاً؟
إني لا أتأثّر بآراء الآخرين مهما كانت، ولذلك لم أتراجع عن مساندة مشاركة
ابنتي رغم اعتراض البعض، فثقتي بها كبيرة.
وأنا دائماً في اتّصالاتي الهاتفية معها أنبّهها وأحثّها على أن تشرّف عائلتها
ووطنها.
- كيف تفسّر غرام بدريّة بالموسيقى والفن في مدينة تونسية داخلية، أغلب
أهلها (50 ألف ساكن) هم من الفلاحين؟
نحن عائلة فنيّة أباً عن جد، فشقيقي الراحل عبد الوهّاب السيّد هو مؤسّس الفرقة الوتريّة بمدينتنا (السّواسي)
(تبعد57 كلم عن مدينة القيروان)، وكان عازفاً ممتازاً على آلة القانون. وأنا أيضاً
كنت أغنّي، وشاركت في السبعينيات في برنامج «أسبوع الفن»، وأذكر أن النجمة
التونسيّة صوفية صادق شاركت معي في الفترة نفسها بهذه التظاهرات الفنية.
- هل حاولت بدريّة في مرّات سابقة المشاركة في هذا البرنامج أو في برامج
أخرى مماثلة؟
نجحت إبنتي منذ سنوات في اختبار برنامج «إكس فاكتر»، لكنني رفضت مشاركتها
بسبب استعدادها ذاك العام لاجتياز امتحان البكالوريا (الثانوية العامّة)، وهو
امتحان أساسي للدخول إلى الجامعة وضمان لمستقبلها الدراسي
خبار مغلوطة
- ما تعليقك على الخبر القائل بأنّ بدريّة انفصلت عن خطيبها بسبب مشاركتها
في الأكاديمية؟
هذا خبر غير صحيح، وما أُشيع وقيل وكتب في هذا الشأن عار من الصحّة تماماً.
وإني أعلن عبر مجلة «سيدتي» أنّ ابنتي لا خطيب لها، وأنها غير مرتبطة، وكلّ ما كتب
في هذا الشأن هي أخبار ملفّقة ومنقولة عن مصادر غير موثوق بها.
- ولكن، المعلومة خرجت من داخل الأكاديمية وأغلب الظنّ أن ابنتك هي مصدرها
وهي التي كشفت عن ذلك بنفسها؟
هناك ميل لـ«فبركة» مثل هذه الأخبار واختلاق قصص وهميّة لكسب مزيد من
المتابعين للبرنامج، وأؤكّد لكم أن ابنتي لم ترتبط أبداً بأيّ شخص، ولو حصل فإنها
تُطلب مني ومن أمّها. وأنا أجزم بأن أحداً لم يتقدّم لخطبتها مني أو من والدتها.
- كيف تفسّر إذاً الإشارة إلى أن خطيبها السابق هو أستاذها بالمعهد، فهل من
المعقول اختلاق خبر والإشارة إلى شخص محددّ هو موجود فعلاً ومعروف باسمه؟
الأساتذة في معهد بدريّة هم في عمر والدها، ولا وجود لأيّ علاقة بين ابنتي
وأحد أساتذتها. وما قيل وأُذيع ونُشر في هذا الصدد آلمني وأحرج كلّ العائلة، بل
وأساء إليها أيضاً.
- من ساعد بدريّة في تحضيراتها للأكاديمية؟
بدريّة تملك بذرة الفن في شخصيتها منذ طفولتها، ولعلّها بل من المؤكّد أنها
ورثتها مني. هي فعلاً موهوبة، وقد ساعدها أساتذتها ـ كلّهم بدون استثناء ـ
بتوجيهها وإسداء النصح لها لصقل موهبتها.
- يبدو أن بدريّة هي أقرب أبنائك إلى قلبك؟
هي ابنتي البكر، وكنت دائماً ومنذ طفولتها آخذها معي في كلّ تنقّلاتي
ورحلاتي داخل البلاد التونسيّة وخارجها. وكانت غايتي تدريبها منذ صغرها على التأقلم مع المحيط
الخارجي، والتعامل بثقة في النفس مع الآخرين، حتى أنّها كانت ترافقني أحياناً ـ
وهي طفلة ـ إلى المقهى.
وممّا زاد التقارب بيننا شغفها بالفن واستشارتها لي وثقتها في نصائحي.
واليوم، وقد كبرت، أصبحنا كالأصدقاء وهو ما أثار غيرة بقيّة إخوتها.
لقاء مع أم بدريّة
- كيف تمّ الإختباران الأول والثاني لبدريّة قبل قبولها؟
لقد انتقلت بدريّة إلى تونس العاصمة لإجراء الإختبار الأول، وكان برفقتها
جمع من زملائها وزميلاتها في المعهد الأعلى للموسيقى لشدّ أزرها وتشجيعها. وعندما
سافرت إلى بيروت للإختبار الثاني كان برفقتها 10 فتيات و3 شبّان، ولم ينجح في
النهاية إلا بدرية وفتاة أخرى. وقد امتحنها الأستاذ ميشال فاضل وطمأنها بقوله إن
صوتها جميل وإنها مشروع فنانة، وكانت شبه متأكّدة من النجاح. ومن الطرائف أنّ
بدرية أضاعت جواز سفرها، ولمّا تمّ إعلامها بالقدوم إلى بيروت في تاريخ محدّد،
أصابها الخوف والهلع من عدم إمكانية استخراج جواز جديد في مدّة قصيرة. ومن محاسن
الصدف أنه تمّ العثور على الجواز القديم في البيت الذي استأجرته للإقامة به العام
الماضي في مدينة سوسة.
- أليس لديك مانع في أن تصبح ابنتك مطربة محترفة؟
لا مانع عندي، فقد غرسنا في بدريّة قيماً لن تتخلّى عنها، فهي محتشمة في لباسها، ومتمسّكة بالأخلاق الحميدة،
واختياراتها الفنيّة راقية، فقد تربّت على أصوات فيروز ومحمد عبد الوهاب وأم
كلثوم. الوسط الفني به الغثّ نعم، ولكن به أيضاً ماجدة الرومي وشبيهاتها ممّن
يعتبرن الفن رسالة نبيلة والغناء غذاء للروح والوجدان، وإني على يقين بأنّ بدريّة
تنتمي إلى هذه المدرسة الفنيّة.
الأحد مايو 30, 2010 4:16 am